الثلاثاء، 15 فبراير 2011

الشارع العربي و الوحدة العربية

لنفترض جدلا أن الجماهير العربية المغيبة عن ساحة الفعل الحقيقي تقع
استشارتها بطريقة ديمقراطية سليمة بعيدة عن التزييف و مصادرة رايها من
قبل النخب الحاكمة حول قبولها للوحدة العربية الفورية والاندماجية فانها
ستوافق عليها بلا تردد بل وتسعى اليها جاهدة وتحلم بها ليل نهار بحكم
وعيها بأن الكثير من مشاكلها المستعصية سوف تجد حلها بالوحدة و الكثير
الكثير من معاناتها ستنتهي حتما بقيامها لذا لا نجد أحدا من العرب يرفض
الوحدة و لا يحبذها سوى الجهات المستفيدة من حال التشرذم و التجزئة
كالكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الغارقة في الرجعية و العمالة حتى الأذقان
للصهيونية واليمين المسيحي المتصهين الى حد التآمر و التحريض على
المقاومة في لبنان وفلسطين و العراق فكيف لحد الآن وبعد هزيمة امريكا
وانسحابها تجر أذيال الخيبة و الهزيمة المرة و لا أحد من العرب يفتح حتى
مكتبا للمقاومة التي هزمت العدوان رغم الفارق الكبير في امكانيات
الطرفين .
ومادام امر الوحدة يحل الكثير من مشاكل الأمة لم لا تقوم وحدة بين كل
الأقطار فورا و دون ارجاء لأن كل لحظة نضيعها دون تحقيق هذه الوحدة هي
لحظة تكريس لمزيد من اضعافنا لحساب القوى المتغولة والتي تستنزف طاقاتنا
وتستفيد منها للتنكيل بنا فالوحدة اذا مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا حيث
يتحقق لنا الأمن القومي الذي نفتقده ونبني التقدم والرخاء و الحرية لهذه
الأمة التي تعاني من الأمرين من الاستعمار الخارجي الذي يحول دون تحقيق
هذه الأهداف المشروعة بكل ما أوتي من قوة وخبث ودسائس الى حد تدمير بلد
كبير هو العراق وقتل وتهجير الملايين من شعبه في سبيل مصالحه الاستعمارية
وتأمينا للكيان الصهيوني وابقاء له جاثما على أرضنا دون وجه حق  .
ولكن هل نعلق كل مشاكلنا على الاستعمار لوحده ألسنا مصابين باستعمار من
نوع آخر وهو الداخلي المتمثل في قوى الاستبداد و الاستغلال من قبل طبقة
الحكام و المستفيدين من الوضع القائم كما هو وهو يتناسب مع مصالحهم
الضيقة فيقبلون باضطهاد كل الأمة و قتلها و منع حريتها وكرامتها في سبيل
رفاهيتهم وبذخهم الذي تجاوز كل الحدود المسموح بها  وان مثل هذا الموقف
السخيف ليذكرنا بما كان من كبار كفار قريش الذين رفضوا دعوة الرسول عليه
السلام بالرغم مما تضمنته من عناصر ايجابية تنقذ كل العرب من وضعية
التردي التي آلوا اليها الا أن هؤلاء الكبار كانت مصالحهم الذاتية و
أنانيتهم و رغبتهم في بقاء الحال كما هو تأمينا لمصالحهم و امتيازاتهم
وذلك أن عبادة الاه واحد ستدمر تجارتهم حسب زعمهم وأن المساواة ستساويهم
بعبيدهم وهذا لا يجوز في عرفهم  وكذلك الحال مع المستفيدين من حال
التشرذم و التجزئة التي تعيشها الأمة العربية فانهم بذلك يحققون مكاسب
مادية ومعنوية لفائدتهم وأما بقية الأمة فلتذهب للجحيم حسب تفكيرهم
الساذج .
لكن لو فكروا قليلا هل فعلا يتمتعون بحرية حقيقية في ظل التجزئة أو
يعيشون أوهاما انهم يدفعون من ثروات أمتهم ومن حرياتهم للأجنبي لقاء أن
يتركهم على سدة الحكم  و يملي عليهم مقابل ذلك ما يريد من املاءات في
صالح الصهيونية و الاستعمار وصلت حد حصار غزة والسماح بتدمير العراق
ومطالبة العدو الصهيوني بالقضاء على المقاومة في غزة و لبنان وهذا التصرف
يضر بالمصالح الحيوية للأمة حكاما و محكومين على حد السواء فهل استفادوا
من تلك الامتيازات أم انها اذلال ومهانة .

الوحدة العربية

فكرة يؤمن بها القوميون العرب كحل لحالة التخلف والاحتلال والقمع التي يعيشها المواطن العربي في جميع أقطار هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج.
مع أنها تسمى عربية (لغويا وليس عرقيا)، إلا أنها لا تستثني أو تهمش المكونات الأخرى للوطن العربي من كرد وتركمان وأمازيغ وزنوج، أو أية أقلية أخرى، بمعنى أن دولة الوحدة العربية المنشودة هي دولة لجميع مواطنيها. وهذا التنوع العرقي المتفاعل حضارياً كان بحد ذاته من أهم أسباب النهضة في الزمن الذهبي لهذه الأمة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك فرقا بين حركة توحيد الدول العربية والحركة التي تسعى إلى إيجاد دولة إسلامية موحدة. حركة التوحيد العربي تسعى إلى إقامة حكومة علمانية، خلافًا لغيرها من الحركات التي تسعى إلى إيجاد نظام يقوم على الشريعة الإسلامية.

العوامل الطبيعية

1.وحدة الأرض العربية : لا توجد فيها حواجز طبيعية تعيق التنقل والتواصل الاجتماعي بين سكان الوطن العربي، وحدوده الخارجية هي حدود طبيعية حفظت له طابعه الحضاري والثقافي.
2.تعدد الأقاليم المناخية فيه من المناخ المداري الحار إلى مناخ البحر المتوسط المعتدل أدى إلى تنوع النباتات والمحاصيل الزراعية، وبذلك يستطيع الوطن العربي أن يتكامل في جميع الميادين الاقتصادية.

العوامل البشرية

1.العامل التاريخي : ويتمثل في أن الوطن العربي تعرض لنفس الأحداث التاريخية، منذ ما قبل الإسلام وحتى وقتنا الحاضر، وهذا يساعد على توحيد تطلعات سكانه المستقبلية نحو الوحدة العربية.
2.العامل الديني : الوحدة الدينية متوفرة في الوطن العربي، إذ أن الدين الإسلامي دين الأغلبية، وهو تاريخ وحضارة وحياة علمية عاش تحت رايته المسلمون والمسيحيون العرب.
3.العامل اللغوي : اللغة العربية هي السائدة في جميع الأقطار العربية، وهي السبب في خلق التواصل الإجتماعي والتقارب السياسي، وتوحيد الفكر العربي.
4.التراث الحضاري : ويتمثل في مجموع الإنجازات العلمية والثقافية التي حققها العرب عبر تاريخهم الطويل، مما جعل لهم هوية ثقافية مميزة تجمعهم تحت راية واحدة.